كنيسه رئيس الملائكه ميخائيل بالاقصر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كنيسه رئيس الملائكه ميخائيل بالاقصر

كنيسه رئيس الملائكه ميخائيل بالاقصر وهو موقع مؤقت

المواضيع الأخيرة

» فينك ياصاحبى
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالأربعاء مايو 01, 2013 12:11 am من طرف رأفت ابن المسيح

» ( الانبا أمونيوس )
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالجمعة أبريل 12, 2013 12:10 am من طرف رأفت ابن المسيح

» موسوعة قصائد البابا الصوتية
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالسبت يوليو 09, 2011 6:15 pm من طرف ريمون عفى

» مجموعة كليبات خاصة باسبوع الآلام
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 2:14 pm من طرف نانا

» + القمص /أنطونيوس القمص/عاذر القمص/متى وكيــــــــــل المطرانية
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 2:07 pm من طرف نانا

» يارب لماذا
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 1:47 pm من طرف نانا

» السفينة تيتانيك
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 1:28 pm من طرف نانا

» هام وعاجل جدا لجميع المواقع والمنتديات المسيحية
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 1:15 pm من طرف نانا

» آيات من الكتاب المقدس للتغلب على الإكتئاب
تستطيع ان تغادر......الله معك I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 1:08 pm من طرف نانا

التبادل الاعلاني


    تستطيع ان تغادر......الله معك

    رأفت يوسف توفيق
    رأفت يوسف توفيق
    عضو متشارك
    عضو متشارك


    عدد المساهمات : 1097
    السٌّمعَة : 5
    تاريخ التسجيل : 26/09/2009
    العمر : 55
    الموقع : قلب الرب يسوع

    تستطيع ان تغادر......الله معك Empty تستطيع ان تغادر......الله معك

    مُساهمة من طرف رأفت يوسف توفيق الإثنين سبتمبر 28, 2009 10:40 pm

    كان يشعر بكثير من التوتر.. على الرغم من ثقته بنفسه التي تكاد تصل إلى حد الغرور، وعلى الرغم من إمكانياته التي قاربت من الكمال في تصرفاته، ألا انه كان يخشى ألا يحصل على تلك الوظيفة التي طالما حلم بمثلها.. كان يسير في الشارع ويشرب العصير لكي يرطب على نفسه إذ كان الجو شديد الحرارة.. وأيضا لكي يخفف من توتره الداخلي.. وفجأة تقف أمامه سيارة أجنبية فاخرة وحديثة.. وصوت فتاة شابة تحدثه

    - من فضلك سيدي .. هل تتحدث الإنجليزية

    نظر إليها .. ورد بإنجليزية سليمة ..

    - بالتأكيد آنستي .. كيف أستطيع أن أساعدك؟

    كان قد انتهى من العصير وألقى بالعلبة الورقية على الأرض والتفت إليها باهتمام.. نظرت الفتاه إليه ثم إلي علبة العصير وقالت

    - أريد أن أعرف كيف أذهب إلى فندق رامادا.. هل تعرفه؟

    - بالتأكيد سيدي

    وأخذ يصف لها أبسط الطرق للوصول إلي الفندق .. وأصغت له بانتباه ثم شكرته.. وبعد أن أدارت سيارتها في اتجاه الفندق قالت

    - احترس سيدي .. لقد وقعت منك علبة العصير

    ابتسم وقال

    - لقد انتهت.. إنها فارغة

    نظرت إلى العلبة الملقاة ولم تستسلم بل قالت

    - ألا ترى أنها قذارة أن ترمي المهملات في الشارع وصندوق القمامة بالقرب منك لا يتجاوز عدة أمتار ؟!!

    فقال لها

    - سيدتي.. إنني لست قذرا.. لقد تلقيت دراستي في أوروبا وما كنت أجرؤ أن أفعل ذلك في أي بلد منها.. ولكنك ترين أن القذارة تملأ المكان.. نحن بلد متخلف سيدي.. ومن الطبيعي بالنسبة لهذا المكان أن ألقي المهملات على الأرض.. هذا الفعل طبيعي جدا في هذا المكان .. ليتك تنظرين حولك لترين حجة المهلات الملقاة في الأرض فتفهمين قصدي ،

    وابتسم بسخرية وقال

    - إنني إذا فعلت غير ذلك يمكن أن يتهمني الناس بالجنون!!

    لوت الفتاة شفتيها بعدم اقتناع وقالت بسرعة

    - شكرا لأنك ساعدتني لمعرفة الطريق.. يندر أن أجد هنا من هو يتكلم الإنجليزية بطلاقة مثلك .. شكرا لك

    - ولك الشكر سيدتي

    .. وأدارت محرك سيارتها وسرعان ما تحركت بسيارتها بينما بعينيه كان يتابعها.. وهو يقول لنفسه.. أنها تذهب بالقرب من المكان الذي أريد أن أذهب أليه..

    ولام الفتى نفسه أنه خجل أن يطلب منها أن تأخذه معها رغم أن طريقه نفس طريقها وسرعان ما تناسى هذا الأمر وراح يسير في فخر وهو يفكر في مدحها للغته الإنجليزية الراقية وهو يتذكر أن واحدة من شروط الوظيفة التي هو يريد الحصول إليها هو إتقان اللغة الإنجليزية.. فزادت خطوته ثباتا وهو يتجه إلى تلك الشركة التي تعلن عن حاجتها إلى موظف ليعمل لديها بأجر خيالي .. لقد ازدادت ثقته بنفسه.



    * * *

    لم يكن المكان مزدحما، فهذه الوظيفة الشاغرة لها متطلبات صعبة يندر أن تكون موجودة في عدد كبير من الناس، وكان ينتظر دوره في الدخول في المقابلة الشخصية وهو يتطلع إلى المتقدمين للوظيفة ويحاول أن يعقد مقارنة بينه وبينهم، ويستمع إلى أحاديثهم مع بعضهم دون أن يحاول الدخول في الحديث ولكنه كان يحاول أن يقيمهم.. وكلما تقدم الوقت كلما ازدادت ثقته في نفسه أنه سيحصل على تلك الوظيفة

    كان يهمه كثيرا الحصول على الوظيفة فهو راجع من إنجلترا من أسابيع بسيطة، بعد دراسة شاقة حتى حصل على ماجستير في برمجة الكمبيوتر, لقد تعب كثيرا وصام كثيرا وعمل في كل الأعمال الحقيرة لكي يوفر ثمن دراسته لكي يستطيع أن يحصل على تلك الشهادة وعندما بدأ يجني ثمار هذه الشهادة بأن يعمل في مكان محترم في انجلترا بأجر خرافي استغنوا عنه بسبب أحداث سبتمبر التي أخافت كل أبناء الغرب من العرب فاضطر للرجوع ولولا تلك الظروف الصعبة لما رجع إلى بلده بل لأستمر في إنجلترا يعمل إذ أن في الخارج يقدرون كثيرا هذه التخصصات النادرة على خلاف بلاده العربية التي كان دائما يتهمها بالتخلف, ولكنه ها هو يرجع مضطرا وناقما, ليعمل ستة أشهر في قهوة انترنت حتى قرأ هذا الإعلان عن تلك الشركة الأجنبية التي تعيد له طموحه في الحصول على مستقبل جميل وهو في بلده.. ولكن شروط هذه الشركة غاية في القسوة، وكان ينظر إلى الخارجين من المقابلة الشخصية فيقرا على وجوههم خيبة الأمل فلا يستطيع أن يداري فرحته إذ أن هناك أمل في أن ينجح هو..

    لا يظن أن أحد المتقدمين قد حصل على شهادة تعادل شهادته ، ولا يظن أن أحدا يملك خبرته في مجال البرمجة, وأيضا لا يظن أن أحدا له كفاءة لغوية ممتازة، وأيضا مظهره أنيق على الرغم من ضيق ذات اليد، ووسامته وشبابه وحسن حديثه.. ماذا يعوزه لكي ينجح؟

    يعتدل في جلسته بثقة وهو يرى الشباب يدخل مبتسما ويخرج محمر الوجه وعلامات الإخفاق بداية عليه.. يبدوا أن الوظيفة ستكون من نصيبه.



    * * *

    ويسمع اسمه ، ليقف سريعا ويعدل من هندامه .. ويحمل أوراقه ويدخل في منتهى الجدية.. ليجد ثلاث رجال كبار في السن يجلسون أمامه في صالون عادي .. يقول له أصغرهم بلغة إنجليزية

    - أهلا وسهلا سيدي .. من فضلك تفضل بالجلوس

    فيرد بلغة سليمة

    - أهلا سيدي .. سعيد بمقابلتكم

    ويجلس

    ويبدأ الامتحان العسير في أدق تفاصيل المهنة.. الرجال لا يتكلمون إلا باللغة الإنجليزية وهو يرد ويحاججهم.. انه يعرف كل شئ ويتقن كل شئ.. وفي أثناء المقابلة يشعر صاحبنا أنه على وشك الحصول على الوظيفة.. الوجوه مرتاحة والأسئلة بدأت تتحول إلى أسئلة حميمة.. ويشعر أن الرجال الثلاثة قد أصبحوا يستأنسون له.. لقد طالت المقابلة جدا عن أي مقابلة سابقة. حتى أن أحد الرجال الثلاثة طلب النسكافيه لتأتي فتاة شابه وهي تحمل أقداح النسكافيه للجميع.. ويلتفت صاحبنا إليها.. ليفاجأ أنها هي نفسها الفتاة التي سألته على الفندق .. أنها كانت تريد هذه الشركة إذا.. يبدوا أنها ابنة أحد هؤلاء الرجال.. ازدادت ثقته بنفسه وقال لها

    - مرحبا آنستي .. هل تتذكريني ؟

    نظرت إليه وقالت

    - أعتقد أننا تقابلنا من قبل .. ألست من سألته على الفندق؟

    - أجل

    - أهلا بك

    وجلست لتستمع إلى بقية الحوار وصاحبنا اخذ نفسا عميقا وقد أحس أن الوظيفة في جيبه.. أخيرا سوف تبتسم له الأيام بعد طول عناء



    * * *

    وانتهت المقابلة.. ونظر الرجال الثلاث إلى بعضهم البعض. وهم يعبثون بأوراق صاحبنا وقال المتحدث

    - على ما يبدوا سيدي أنك أفضل من تقدم إلى تلك الوظيفة.. نحن في العادة نرفض الغير لائق تلقائيا دون انتظار أما الذي لا نرفضه فنبقيه لنفاضل في التصفية النهائية بين أفضل الكل.. وأنا إلى الآن أظن أنك أفضل الكل على وجه الإطلاق ولكني لابد أن أتقابل مع بقية المنتظرين ولكني أستطيع أن أعدك بالوظيفة

    اتسعت ابتسامة صاحبنا وهو يقول له

    - هذا شرف عظيم لي أن أكون ضمن فريق العمل معكم

    ولكن فجأة قالت الفتاة

    - لحظة سيدي .. أنا لم أقل كلمتي بعد .. وأنا صاحبة الشركة ويهمني جدا من يعمل معي

    نظر مبهوتا وهو يرى تلك الفتاة الصغيرة تعلن أنها صاحبة هذا المشروع الضخم.. ولم يتكلم منتظرا كلامها .. أما هي فقالت بسرعة

    - سيدي.. على الرغم أننا نهتم كثيرا بالخبرة والعلم واللغة, ولكن هؤلاء الخبراء لم يروا ما رايته أنا , وهو كاف بأن يلغي فكرة الوظيفة تماما

    قال صاحبنا بانزعاج

    - ما الذي فعلته آنستي

    - لقد ألقيت بالقاذورات أمامي على الأرض.. وقلت لي بالحرف الواحد.. أنها ليست طباعك ولكنها شيمة أهل البلد.. ومن هذا عرفت أمرا هاما.. انك يا سيدي لا مبدأ لك.. تسير وفقا للظروف ووفقا للمتغيرات التي حولك.. فإذا رأيت مكانا قذرا صرت أنت كذلك… ما الذي يضمن لي أنك إذا انضممت لشركتي ورأيت أحدا يسرق ألا تفعل مثله.. أو تبيع أسرار شركتي للمنافسين.. إذا وجدت شيمة أهل المكان كذلك.. عزيزي أني أريد من يكون ثابتا في مبادئه.. غير محتقر للبلد التي يعيش حتى ولو كان متخلفا على حد قولك.. سيدي مع كل خبرتك التي تصل إلى حد الكمال.. لا أستطيع أبدا أن أعين في المنصب الذي أريد رجل مثلك.. تستطيع أن تغادر الآن.. الله معك

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 12:54 pm